فصل: قال ابن عاشور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{فَإِذَا مَسَّ الإنسان ضُرٌّ دَعَانَا} إخبار عن الجنس بما يغلب فيه، وقيل: المراد بالإنسان حذيفة بن المغيرة، وقيل: الكفرة {ثُمَّ إِذَا خولناه نِعْمَةً مّنَّا} أي أعطيناه إياها تفضلًا فإن التخويل على ما قيل مختص به لا يطلق على ما أعطى جزاء {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ} أي على علم مني بوجوه كسبه أو بأني سأعطاه لمالي من الاستحقاق أو على علم من الله تعالى بي وباستيجابي، وإنما للحصر أي ما أوتيته لشيء من الأشياء إلا لأجل علم، والهاء للنعمة، والتذكير لتأويلها بشيء من النعم، والقرينة على ذلك التنكير، وقيل: لأنها بمعنى الإنعام، وقيل: لأن المراد بها المال، وقيل: لأنها تشتمل على مذكر ومؤنث فغلب المذكر، وجوز أن يكون لما في {إِنَّمَا} على أنها موصولة أي إن الذي أوتيته كائن على علم ويبعد موصوليتها كتابتها متصلة في المصاحف {بَلْ هي فِتْنَةٌ} رد لقوله ذلك، والضمير للنعمة باعتبار لفظها كما أن الأول لها باعتبار معناها، واعتبار اللفظ بعد اعتبار المعنى جائز وإن كان الأكثر العكس، وجوز أن يكون التأنيث باعتبار الخبر، وقيل: هو ضمير الإتيانة وقرئ بالتذكير فهو للنعمة أيضًا كالذي مر أو للإتيان أي ليس الأمر كما يقول بل ما أوتيه امتحان له أيشكر أم يكفر، وأخبر عنه بالفتنة مع أنه آلة لها لقصد المبالغة، ونحو هذا يقال على تقدير عود الضمير للإتيانة أو الإتيان {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} إن الأمر كذلك وهذا ظاهر في أن المراد بالإنسان الجنس إذ لو أريد العهد لقيل لكنه لا يعلم أو لكنهم لا يعلمون وإرادة العهد هناك وإرجاع الضمير للمطلق هنا على أنه استخدام نظير عندي درهم ونصفه تكلف.
والفاء للعطف وما بعدها عطف على قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِرَ الله وَحْدَهُ} [الزمر: 45] الخ وهي لترتيبه عليه والغرض منه التهكم والتحميق، وفيه ذمهم بالمناقضة والتعكيس حيث إنهم يشمئزون عن ذكر الله تعالى وحده ويستبشرون بذكر الآلهة فإذا مسهم ضر دعوا من اشمأزوا من ذكره دون من استبشروا بذكره، وهذا كما تقول: فلان يسىء إلى فلان فإذا احتاج سأله فأحسن إليه، ففي الفاء استعارة تبعية تهكمية، وقيل: يجوز أن تكون للسببية داخلة على السبب لأن ذكر المسبب يقتضي ذكر سببه لأن ظهور {ما لم يكونوا يحتسبون} [الزمر: 47] الخ مسبب عما بعد الفاء إلا أنه يتكرر مع قوله تعالى الآتي: {والذين ظَلَمُواْ مِنْ هؤلاء} [الزمر: 51] إلى آخره إن لم يتغايرا بكون أحدهما في الدنيا والآخر في الأخرى، وإلى ما قدمنا ذهب الزمخشري، والجمل الواقعة في البين عليه أعني قوله سبحانه: {قُلِ اللهم إلى يَسْتَهْزِئُونَ} [الزمر: 46، 48] اعتراض مؤكد للإنكار عليهم، وزعم أبو حيان أن في ذلك تكلفًا واعتراضًا بأكثر من جملتين وأبو علي الفارسي لا يجيز الاعتراض بجملتين فكيف يجيزه بالأكثر، وأنا أقول: لا بأس بذلك لاسيما وقد تضمن معنى دقيقًا لطيفًا، والفارسي محجوج بما ورد في كلام العرب من ذلك.
{قَدْ قَالَهَا الذين مِن قَبْلِهِمْ} ضمير {قَالَهَا} لقوله تعالى: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ على عِلْمٍ} [الزمر: 49] لأنها كلمة أو جملة، وقرئ بالتذكير أي القول أو الكلام المذكور، والذين من قبلهم قارون وقومه فإنه قال ورضوا به فالإسناد من باب إسناد ما للبعض إلى الكل وهو مجاز عقلي.
وجوز أن يكون التجوز في الظرف فقالها الذين من قبلهم بمعنى شاعت فيهم، والشائع الأول، والمراد قالوا مثل هذه المقالة أو قالوها بعينها ولاتحاد صورة اللفظ تعد شيئًا واحدًا في العرف {فَمَآ أغنى عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} من متاع الدنيا ويجمعونه منه.
{فَأَصَابَهُمْ عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ} أي أصابهم جزاء سيئات كسبهم أو الذي كسبوه على أن الكلام بتقدير مضاف أو أنه تجوز بالسيئات عما تسبب عنها وقد يقال لجزاء السيئة سيئة مشاكلة نحو قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيّئَةٍ سَيّئَةٌ مّثْلُهَا} [الشورى: 40] فيكون ما هنا من المشاكلة التقديرية، وإذا كان المعنى على جعل جزاء جميع ما كسبوا سيئًا دل الكلام على أن جميع ما كسبوا سيء إذ لو كان فيه حسن جوزي عليه جزاءً حسنًا، وفيه من ذمهم ما فيه.
{والذين ظَلَمُواْ مِنْ هَؤُلاَء} المشركين، و{مِنْ} للبيان فإنهم كلهم كانوا ظالمين إذا الشرك ظلم عظيم أو للتبعيض فالمراد بالذين ظلموا من أصر على الظلم حتى تصيبهم قارعة وهم بعض منهم {سَيُصِيبُهُمْ سَيّئَاتُ مَا كَسَبُواْ} كما أصاب الذين من قبلهم، والمراد به العذاب الدنيوي وقد قحطوا لسبع سنين، وقتل: ببدر صناديدهم وقيل العذاب الأخروي، وقيل: الأعم، ورجح الأول بأنه الأوفق للسياق، وأشير بقوله تعالى: {وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ} أي بفائتين على ما قيل إلى العذاب الأخروي.
{أَوَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء} أن يبسطه له {وَيَقْدِرُ} لمن يشاء أن يقدر له من غير أن يكون لأحد ما مدخل في ذلك حيث حبس عنهم الرزق سبعًا ثم بسطه لهم سبعًا {إِنَّ في ذَلِكَ} الذي ذكر {لاَيَاتٍ} دالة على أن الحوادث كافة من الله تعالى شأنه والأسباب في الحقيقة ملغاة {لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} إذ هم المستدلون بها على مدلولاتها. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ} الفاء لتفريع هذا الكلام على قوله: {وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة} [الزمر: 45] الآية وما بينهما اعتراض مسلسل بعضه مع بعض للمناسبات.
وتفريع ما بعد الفاء على ما ذكرناه تفريع وصف بعض من غرائب أحوالهم على بعض، وهل أغرب من فزعهم إلى الله وحْده بالدعاء إذا مسهم الضر وقد كانوا يشمئزّون من ذكر اسمه وحده فهذا تناقض من أفعالهم وتعكيس، فإنه تسببُ حديثثٍ على حديثثٍ وليس تسببًا على الوجود.
وهذه النكتة هي الفارقة بين العطف بالفاء هنا وعطف نظيرها بالواو في قوله أول السورة {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبًا إليه} [الزمر: 8].
والمقصود بالتفريع هو قوله: {فإذا مَسَّ الإنسان ضُرٌ دعانا} وأما ما بعده فتتميم واستطراد.
وقد تقدم القول في نظير صدر هذه الآية في قوله: {وإذا مسّ الإِنسان ضرّ دعا ربه منيبًا إليه ثم إذا خوّله نعمة منه نسي} [الزمر: 8] الآية.
وأن المراد بالإِنسان كل مشرك فالتعريف تعريف الجنس، والمرادُ جماعةٌ من الناس وهم أهل الشرك فهو للاستغراق العرفي.
والمخالفة بين الآيتين تفنن ولئلا تخلو إعادة الآية من فائدة زائدة كما هو عادة القرآن في القصص المكررة.
وقوله: {إنما أوتيته على علم} {إنَّمَا} فيه هي الكلمة المركبة من إنّ الكافة التي تصير كلمة تدل على الحصر بمنزلة ما النافية التي بعدها إلاّ الاستثنائية.
والمعنى: ما أوتيت الذي أوتيتُه من نعمة إلا لعلم منيّ بطرق اكتسابه.
وتركيز ضمير الغائب في قوله: {أوتيته} عائد إلى {نِعْمَة} على تأويل حكاية مقالتهم بأنها صادرة منهم في حال حضور ما بين أيديهم من أنواع النعم فهو من عود الضمير إلى ذات مشاهدة، فالضمير بمنزلة اسم الإِشارة كقوله تعالى: {بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم} [الأحقاف: 24].
ومعنى: {قال إنما أوتيته على علم} اعتقَد ذلك فجرى في أقواله إذ القولُ على وفق الاعتقاد.
و{عَلى} للتعليل، أي لأجل عِلمٍ، أي بسبب علم.
وخولف بين هذه الآية وبين آية سورة [القصص: 78] في قوله: {على علم عندي} فلم يذكر هنا عندي لأن المراد بالعلم هنا مجرد الفطْنة والتدبير، وأريد هنالك علم صَوغ الذهب والفضة والكيمياء التي اكتسب بها قارون من معرفة تدابيرها مالًا عظيمًا، وهو علم خاص به، وأما مَا هنا فهو العلم الذي يوجد في جميع أهل الرأي والتدبير، والمراد: العِلم بطرق الكسب ودفع الضرّ كمثل حِيَل النوتيّ في هول البحر.
والمعنى: أنه يقول ذلك إذا ذكَّره بنعمة الله عليه الرسولُ أو أحدُ المؤمنين، وبذلك يظهر موقع صيغة الحصر لأنه قصد قلب كلام من يقول له إن ذلك من رحمة الله به.
و{بل} للإِضراب الإِبطالي وهو إبطال لزعمهم أنهم أوتوا ذلك بسبب علمهم وتدبيرهم، أي بل إن الرحمة التي أوتوها إنما آتاهم الله إياها ليظهر للأمم مقدار شكرهم، أي هي دالّة على حالة فيهم تشبه حالة الاختبار لمقدار علمهم بالله وشكرهم إياه لأن الرحمة والنعمة بها أثر في المنع عليه إمّا شاكرًا وإمّا كفورًا والله عالم بهم وغنيّ عن اختبارهم.
وضمير {هِيَ} عائد إلى القول المستفاد من {قال} على طريقة إعادة الضمير على المصدر المأخوذ من فعل نحو {اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8]، وإنما أُنّث ضميره باعتبار الإِخبار عنه بلفظ فتنة، أو على تأويل القول بالكلمة كقوله تعالى: {كلا إنها كلمة هو قائلها} [المؤمنون: 100] بعد قوله: {قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحًا فيما تركت} [المؤمنون: 99، 100] والمراد: أن ذلك القول سبب فتنة أو مسبب عن فتنة في نفوسهم.
ويجوز أن يكون الضمير عائدًا إلى نِعْمَة.
والاستدراك بقوله تعالى: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} ناشىء عن مضمون جملة {إذا خولناه نعمة منا قال إنما أوتيته على علم} أي لكن لا يعلم أكثر الناس ومنهم القائلون، أنهم في فتنة بما أُوتوا من نعمة إذا كانوا مثل هؤلاء القائلين الزاعمين أن ما هم فيه من خير نتيجةُ مساعيهم وحيلهم.
وضمير {أكثرهم} عائد إلى معلوم من المقام غير مذكور في الكلام إذ لم يتقدم ما يناسب أن يكون له معادًا، والمراد به الناس، أي لكن أكثر الناس لا يعلمون أن بعض ما أوتوه من النعمة في الدنيا يكون لهم فتنة بحسب ما يتلقونها به من قلة الشكر وما يفضي إلى الكفر، فدخل في هذا الأكثر جميع المشركين الذين يقول كل واحد منهم: إنما أوتيته على علم.
{قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50)} جملة {قد قالها} مبيّنة لمضمون {هي فتنة} [الزمر: 49] لأن بيان مغبة الذين قالوا هذا القول في شأن النعمة التي تنالهم يبين أن نعمة هؤلاء كانت فتنة لهم.
وضمير قالَهَا عائد إلى قول القائل {إنما أوتيته على علم} [الزمر: 49]، على تأويل القول بالكلمة التي هي الجملة كقوله تعالى: {قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحًا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها} [المؤمنون: 99، 100].
و{الذين من قبلهم} هم غير المتدينين ممن سلفوا ممن علمهم الله، ومنهم قارون وقد حكى عنه في سورة القصص أنه قال ذلك.
والمراد ب {ما كانوا يكسبون} ما كسبوه من أموال.
وعدمُ إغنائه عنهم أنهم لم يستطيعوا دفع العذاب بأموالهم.
والفاء في {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} لتفريع عدم إغناء ما كسبوه على مقالتهم تلكَ فإن عدم الإغناء مشعر بأنهم حل بهم من السوء ما شأن مثله أن يتطلب صاحبه الافتداء منه، فإذا كان ذلك السوء عظيمًا لم يكن له فداء، ففي الكلام إيجاز حذف يبينه قوله بعده: {فأصابهم سيئات ما كسبوا}.
ففاء {فأصابهم سيئات ما كسبوا} مفرِّعة على جملة {ما أغنى عنهم} أي تسبب على انتفاء إِغناء الكسب عنهم حلولُ العقاب بهم.
وكان مقتضى الظاهر في ترتيب الجمل أن تكون جملة {فأصابهم سيئات ما كسبوا} مقدّمة على جملة {فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون} لأن الإِغناء إنما يترقب عند حلول الضير بهم فإذا تقرر عدم الإِغناء يذكر بعده حلول المصيبة، فعُكس الترتيب على خلاف مقتضى الظاهر لقصد التعجيل بإبطال مقالة قائلهم {إنما أوتيتُه على علم} [الزمر: 49]، أي لو كان لعلمهم أثر في جلب النعمة لهم لكان له أثر في دفع الضر عنهم.
والإِشارة بهؤلاء إلى المشركين من أهل مكة وقد بيّنا غير مرة أننا اهتدينا إلى كشف عادة من عادات القرآن إذا ذكرت فيه هذه الإِشارة أن يَكون المراد بها المشركون من قريش.
وإصابة السيئات مراد بها في الموضعين إصابة جزاء السيئات وهو عقاب الدنيا وعقاب الآخرة لأن جزاء السيئة سيئة مثلها.
والمعجِز: الغالب، وتقدم عند قوله تعالى: {إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين} في سورة [الأنعام: 134]، أي ما هم بمعجزينا، فحذف مفعول اسم الفاعل لدلالة القرينة عليه.
{أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52)} عطف على جملة {ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الزمر: 49] فبعد أن وصف أكثرهم بانتفاء العلم بأن الرحمة لهم فتنةٌ وابتلاء، عُطف عليه إنكار علمهم انتفاء علمهم بذلك وإهمالهم النظر في الأدلّة المفيدة للعلم وصمهم آذانهم عن الآيات التي تذكّرهم بذلك حتى بَقُوا في جهالة مركَّبة وكان الشأن أن يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، أي يعطي الخيْر من يشاء، ويمنع من يشاء.
فالاستفهام إنكار عليهم في انتفاء علمهم بذلك لأنهم تسببوا في انتفاء العلم، فالإِنكار عليهم يتضمن توبيخًا.
واقتصر في الإِنكار على إنكار انتفاء العلم بأن بسط الرزققِ وقدْرَه من فعل الله تعالى لأنه أدنى لمشاهدتهم أحوال قومهم فكم من كادَ غير مرزوق وكم من آخر يجيئه الرزق من حيث لا يحتسب.
وجُعل في ذلك آيات كثيرة لأن اختلاف أحوال الرزق الدالة على أن التصرف بيد الله تعالى ينبىء عن بقية الأحوال فتحصُلُ في ذلك آيات كثيرة دالة على انفراد الله تعالى بالتصرف في نفس الأمر.
وجعلت الآيات لقوم يؤمنون لأن المؤمنين قد علموا ذلك وتخلقوا به ولم تكن فيه آيات للمشركين الغافلين عنه. اهـ.